حساب جديد | تسجيل الدخول  

الطب الجنسي النفسي 1

إن إيذاء الأطفال جنسياً (ذكوراً وإناثاً ) ظاهرة ليست نادرة في مجتمعاتنا .. وهي ظاهرة مغلقة ومقلقة ويلفهاالصمت والحذر والكتمان .. وهي تصدم الذوق العام والحس السليم .. وتصدمنا جميعاًحين ندرك أن بنات صغيرات وأطفالاً صغار يمكن أن يتعرضوا للتحرش أو الإيذاء الجنسيمن قبل البالغين .

ويختلف " الإيذاءالجنسي" عن " اللعب الجنسي " بين الأطفال أنفسهم في أعمار متقاربةوالذي لايعتبر من الناحية النفسية والقانونية إيذاءً .. وهو يسبب قلقاً ًوانزجاعاً للأهل ويحتاج بالطبع إلى الضبط والتعديل ، ولكنه ليس سلوكاً خطراً إذاكان عابراً .

وبالتعريف فإن الإيذاءالجنسي للأطفال يشمل ممارسة عدد من السلوكيات بين البالغ والطفل مثل التحرش الجنسيبالطفل من خلال ملامسته ومداعبته أو إجباره على ملامسة ومداعبة المتحرش به . ويمكنأن يصل الإيذاء الجنسي إلى علاقة جنسية كاملة مع الطفل أو الطفلة . وتستخدم عادةأساليب التودد والترغيب والملاطفة للطفل للوصول إلى التحرش والممارسة الجنسية ،مثل إعطاء الهدايا والنقود وغير ذلك .. كما تستخدم أساليب الترهيب والتهديدوالإجبار المتنوعة . ويستعمل المعتدي أسلوب التخويف والتهديد بالانتقام للتأثيرعلى الطفل ومنعه من إفشاء السر والكشف عن الاعتداء للأهل والآخرين .

وتدل الدراسات الغربية عل ىأن نسبة كبيرة من المعتدين على الأطفال هم من الأشخاص الذين يعرفون الطفل مثلالأهل ( أب ، أخ ، عم ، خال ، زوج الأم ، وغيرهم ) ويسمى ذلك " زنى المحارمأو سفاح القربى " ، وأيضاً من الجيران وأصدقاء الأسرة والعاملين في المنزل ..وهذا مايسهل للمعتدي التقرب من الطفل وإيذائه . والنسب الأقل من حالات الإيذاءتحدث مع الغرباء عن الطفل .

وفي بعض الإحصائياتالعربية تتقارب نسب المعتدين من الأقارب والغرباء وربما تزيد نسبة الغرباء ..ولايمكننا اعتبار ذلك حقيقة واقعية بسبب التكتم الشديد المرتبط بحالات الإيذاء منقبل الأهل وصعوبة الكشف عنها واكتشافها .

ولاتوجد دراسات دقيقة فيمجتمعاتنا حول هذه الحالات عموماً بسبب الحرج والتكتم والصمت واعتبارات العاروالوصمة السلبية وغير ذلك .. مع أن الموضوع يستحق إجراء دراسات تفصيلية علميةويستحق تسليط الأضواء عليه للوصول إلى مزيد من الفهم والتحليل بما يساعد علىالوقاية والعلاج .

والفتيات في سن 4-5 سنواتتزداد نسبة تعرضهن للإيذاء وتستمر الزيادة إلى سن البلوغ وما بعده .. ويزداد إيذاءالأطفال الذكور في بعض البيئات الصحراوية .. وهناك اختلافات متنوعة في نسب الحدوثوالسن الحرجة وفقاً لبيئة المدينة أو الريف أو البادية أو المجتمع .

ويحدث الإيذاء في الأسرالاعتيادية وعندها تحدث ممانعات كبيرة وجهوداً متنوعة لإخفاء ذلك وإنكاره . ويزداداكتشاف حالات الإيذاء في البيئات الفقيرة ، والأسر المفككة ، واليتامى ، وفي أوساطالمهجرين ، وبيئات السكن العشوائي ، والمشردين والمتسولين ، والأطفال العاملون (عمالة الأطفال ) ، والأطفال المتخلفون عقلياً .

ويمتد الإيذاء إلى الإطفالالمتفوقون في الجمال وغيرهم من قليلي الجمال .. وفي الأسرة الواحدة يمكن أن يصيب الإيذاء أكثر من طفل ..ويمكن أن يرتبط الإيذاء الجنسي بالإيذاء الجسدي لنفس الطفل وأخوته أو للأم  من قبل الأب أو الأخ .

وتتعدد الأسباب التي تسبب الإيذاء .. ومنها ضعف القيم وعدم ضبط النفس والسلوك الاندفاعي ، والانحراف والشذوذالنفسي والشخصي .. وأيضاً التعرض للإيذاء في مرحلة الطفولة ، وصعوبات التكيف الاجتماعي ونقص المهارات الاجتماعية وضعف القدرة على تكوين الصداقات والتواصل مع الآخرين ، وغير ذلك .

 

يتبع..

د. حسان المالح

استشاري الطب النفسي

اترك تعليق