يعتبر إيذاء الأطفالسلوكاً إجرامياً مضاداً للمجتمع ولاسيما إذا كان متكرراً . وتختلف قوانين العقوباتمن بلد لآخر وبشكل عام فإن العقوبات شديدة وتصل إلى 15 سنة سجن مع الأشغال الشاقةفي بعض الحالات .
ويشجع الصمت وخوف الفضيحةعلى استمرار الجاني بفعلته .. ولابد من وجود هيئات اجتماعية ومؤسسات وقوانين تحميالأطفال الذين يتعرضون للإيذاء الجنسي وترعاهم .
وتشمل ردود الفعل النفسيةعند الأطفال بعد حدوث صدمة الإيذاء الجنسي، القلق والأرق والشعور بالذنب والبكاءوالكوابيس والخوف الشديد وتذكر الصدمة في المرحلة التالية لها مباشرة .. ويمكن أنتستمر هذه الأعراض أو بعضها فترات زمنية متفاوتة .كما يمكن أن تؤدي على المدىالبعيد إلى الانعزال والانطواء والابتعاد عن النشاطات الرياضية والاجتماعية والخجل.. ويمكن أن تؤدي إلى اضطرابات في الشخصية وإلى الاكتئاب والقلق والمخاوف المرضيةوالرهاب الاجتماعي والاضطرابات الجسمية المتعددة نفسية المنشأ"الهستيريا" والسلوك الإدماني ومحاولات الانتحار وغير ذلك.
وهناك آثار مرتبطة بالسلوكالجنسي مثل الابتعاد عن الجنس وضعف الرغبة الجنسية والبرود الجنسي ، وأيضاً العفةالجنسية الزائدة والابتعاد عن الزواج ورفضه وتأخيره والتذرع بمختلف الحجج لتبريرذلك .. وفي الجانب المقابل يمكن أن تؤدي صدمة الإيذاء الجنسي إلى اهتزاز القيمالمرتبطة بالجنس وإلى التفلت الجنسي والإباحية وتعدد العلاقات الجنسية عند المرأة.. ويمكن أن تكون صدمة الإيذاء الجنسي عند الرجل مقدمة للشذوذ الجنسي ولاسيما إذاكانت متكررة .
وتزداد الآثار السلبيةالنفسية والسلوكية المرتبطة بصدمة الإيذاء الجنسي وفقاً لشخصية الطفل والبيئةالخاصة التي ينمو فيها ، ووفقاً لشدة الإيذاء وتكراره وظروفه وطريقة التعامل معالصدمة .. ومن الممكن بالطبع تجاوز الصدمة دون خسائر كبيرة ولكنها تبقى ذكرى مؤلمةومزعجة لسنوات طويلة .
ويمكن أن يؤدي الإيذاءالجنسي إلى أضرار جسدية وجروح ونزوف وكسور وأمراض جنسية.. كما يمكن أن يؤدي إلىالموت .
وفيما يلي بعض التوجيهاتالعامة الوقائية :
1- ضرورة تثقيف الطفل وإعطاؤهبعض المعلومات المبسطة حول التحرش الجنسي وتدريبه على التصرف بشكل ناجح مثل أنيصرخ أو يهرب من الموقف، وأيضاً أن يبتعد عن أماكن الشبهات والأماكن البعيدة مثلسطح المنزل والأماكن المظلمة، وعن الغرباء، وغير ذلك .
2- تعليم الطفل والطفلةوتشجيعهما على الحديث عن أية سلوكيات مشبوهة قد يتعرضان لها ، والتي يمكن أن تتطورإلى إيذاء جنسي، مما يمكن له أن يقي من حدوث الإيذاء قبل وقوعه .
3- ضرورة أخذ كل حادثة إيذاءبعد وقوعها بحجمها وتفاصيلها دون تضخيم أو تخفيف .. مع تقديم الشروحات والدعمالنفسي الكافي دون إلقاء اللوم على الطفل نفسه . وضرورة معاقبة الطرف المعتديبالعقاب الذي يستحقه ، مما يقلل من الآثار السلبية التي يمكن أن تنتج عن هذاالإيذاء .
4- ضرورة طرح موضوعاتالإيذاء الجنسي ومشكلاته إعلامياً وتربوياً ومؤسساتياً.. وضرورة الحديث عن هذهالأمور المؤلمة دون إخفائها والتستر عليها مما يساهم في رفع مستوى الوعي العامالأسري والتربوي والنفسي في المجتمع الكبير وحتى عند الأطفال أنفسهم .. ضمن إطارإصلاحي وعملي يسعى للوقاية والعلاج ويسعى إلى الحد من هذه المشكلات دون مبالغة أوإهمال .
دكتور حسان المالح استشاري الطبالنفسي
تم النشر في7/12/2006